تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة والمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، قدم طلاب كلية الإعلام جامعة السويس أروع الأمثلة في التعاطف الإنساني والتواصل الثقافي مع إطلاقهم لمشروع تخرج بعنوان “الدار أمان”. في المنطلق الفاعل من أول مارس لعام 2024، ألقت المبادرة الطلابية بظلالها على الساحات الافتراضية، مستلهمة دور مصر كملاذ للاجئين ودافعًا لكرم الضيافة الذي يزين تراثها العريق.
من خلال فريق يضم 13 طالبًا وطالبة، يسعى المشروع ليس فقط إلى تسليط الضوء على الخدمات والتسهيلات التي تقدمها مصر لضيوفها، بل يتعدى ذلك لإماطة اللثام عن قصص النجاح الإنسانية والنجاحات التي حققها اللاجئون على ثرى هذا الوطن.
تولى رعاية المشروع الأستاذ الدكتور أمين سعيد، عميد الكلية، وأ م د. السيد عبدالرحمن، رئيس القسم، بالإضافة إلى د. إيمان عادل. تحمل الحملة في ثناياها رسالة سامية تحت شعار “أكتر من مجرد لاجىء”، محاولةً بهذا بث روح جديدة في النظرة الدولية لمصر ولمكانتها الإنسانية العالية.
أصداء المشروع تعالت بنجاح باهر في الندوة التي انعقدت بالجامعة بعنوان “الدار أمان” في الرابع من مارس، حيث أثرى د. محمد شاكر من كلية السياسة والاقتصاد، النقاش بمعلوماته ورؤيته الثاقبة، مما أثار حماس الحضور ودفعهم للمشاركة الفعالة.
في رحاب شهر رمضان المبارك، استطاع فريق “الدار أمان” أن يُترجم هذا الشعور النبيل عبر مسابقة توعوية توسعت لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت كل فوز يشكل فرصة لتقديم وجبات الفطور والسحور للمحتاجين في غزة، بالتعاون مع مؤسسة الهلال الأحمر المصري.
في سياق متصل، شهدت الحملة توزيع شنط رمضانية على العائلات المحتاجة بالسويس، وتعاونًا مثمرًا مع مؤسسة “صناع الحياة” لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، تحت مظلة حملة “هنوصلك” الخيرية.
لا يقتصر الأمر على الفعاليات الخيرية، بل امتدت يد “الدار أمان” لتشمل لقاءات حوارية مع قادة الرأي ولاجئين تكللت بالاطلاع على تجاربهم الحياتية، ليُصبح كل لقاء جسر تواصل وفرصة للاحتفاء بقصص اندماجهم وتأقلمهم مع المجتمع المصري.
“الدار أمان” لا تقف عند كونها مجرد مشروع تخرج، بل هي سفيرة للأمل، رمز لتأكيد على قيم الترابط والإنسانية التي تجسدها أرض النيل، مؤكدة أن مصر لا تزال تعانق عنان السماء بأخلاقها العالية ووعدها الصادق بالأمان لكل من يسعى إليها.
